منتدى مالك بن نبي فيلسوف الحضارة المعاصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مالك بن نبي فيلسوف الحضارة المعاصر

مالك بن نبي مفكر جزائري عالمي معاصر تمكن بدافع حماسه الإيماني العميق وبفضل تمكنه من المنهج العلمي المعاصر من تشخثص مشكلات الحضارة الإسلامية خاصة ووضع الحلول المناسبة لها ..
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحلقة 23 مكرر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المالك حمروش
مدير عام
مدير عام
عبد المالك حمروش


عدد المساهمات : 387
تاريخ التسجيل : 14/04/2013
العمر : 40

الحلقة 23 مكرر Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة 23 مكرر   الحلقة 23 مكرر Emptyالثلاثاء مايو 06, 2014 5:39 pm

كنا انتهينا من ص 162

يواصل المؤلف نفس الموضوع مستعرضا مقام الذات المحدية في ظاهرة الوحي

حيث انتهىى كما رأينا إلى نتيجة هي اختلاف جوهري الحوار الله سبحانه ورسوله وكون الاتحاد بينها مستحيل لما بينهما من تباعد كبير جدا وبالتالي اختلافهما التام لكن هناك  عنصر يشتركان فيه وهو الوجود المتزامن أو في نفس الزمان حين وقوع الحوار لحظة الوحي ذات تتكلم وأخرى تتلقى رسالتها. لكن لا يمكن اتحاد هذين الذاتين ويستحيل تصور ذلك أصلا. هذا التباعد الجوهري والاتحاد الزمني يقول مالك بيت الذاتين سواء تصورناهما في ذات واحدة أو في مجالين مختلفين هما الشعور والاشعور.

إذن هناك تعدد للذوات لا يمكن أن يوجد في وحدة نفسية واحدة أي في ذات واحدة.

إذن هناك ضرورة ازدواج الذات في ظاهرة الوحي "كما يحدث في أي حوار عادي", تقوم الذات المحمدية في هذا الحوار بين الذاتين المختلفتين جوهرا والمتحدثان زمانا بدور الشاهد المؤرخ         الصادق الواعي للظاهرة محل البحث "ظاهرة الوحي".

ومع ذلك يضيف مالك, فهذه هي المرة الوحيدة التي تحدد فيها هذه الذات موقفها من "الظاهرة القرآنية" الغريبة. إنها المرة الوحيدة التي تتخذ فيها وضعا واضحا إراديا من الذات المتكلمة التي تأمر أميا مندهشا بالقراءة خارجة بذلك عن المألوف كما يظهر في بادئ الأمر غير معقول.

ويلاحظ دائما أن الذات المحمدية لا تخاطب الذات المتكلمة وهو صمت جدير بالملاحظة ييقول ابن نبي: "لأنه يسجل إدراك الرسول (ص) أما الظاهرة التي سيقف منها موقف التسليم.

ويستر صمته دائما في الخطاب القرآني الذي لا يذكر الأحداث الخاصة في تاريخه. فلن نجد أي أثر لآلامه التي يعانيها ولا يعبر عنها بل يبقى دوما صامتا حتى عندما ييفقد أعز الأعزاء في من أقاربه.
يلاحظ إذن غياب الطابع الشخصي في الخطاب القرآني (نهاية ص 163) حيث يرد محمد دائما بالمفرد المخاطب.

وفي بعض الآيات يجد مالك بن نبي غرابة تثير الانتباه في الوضع الفريد لمحمد فيها حيث هو دائما مفرد مخاطب ويضرب لذلك مالك بن نبي بآية كريمة سنتناولها في قراءتنا المقبلة.

هذا الوضع للذات المحمدية في الظاهرة القرآنية وكونه دائما فيها مخاطبا مفردا للذات المتكلمة أي الله سبحانه سيؤدي دورا منطقيا وعلميا حاسما في تصدي مالك بن نبي للدارسين الغربيين وأتباعهم في العالمين العربي والإسلامي هؤلاء الذين يخربون بيوتهم بأيديهم معينين أعداءهم على احتلال بلدانهم واستعباد شعوبهم وقهرها والتنكيل بها واستغلالها هي وأرضها وخيراتها البشرية والمادية.
***
نواصل في هذه الجلسة حديثنا في سياق "مقام الذات المحمدية في في ظاهرة الوحي"
حيث يؤكد مالك بن نبي في مطلع ص 164 من كتاب الظاهرة ورود محمد دائما بالمفرد المخاطب في النص القرآني وفي ذلك سر ما يريد مالك بن نبي إبرازه ليستعمله كما هي عادته في البرهان الساطع على الرسالة والرسول وفي ذات الوقت يطيح بالزعم الغربي الزائف وأتباعه الضالين المضللين المستلبين الزائغين ..

وفي هذا الصدد يذكر مال بن نبي أن هناك آ يات كريمة تثير فينا الشعور بالدهشة لما تمثل فيها الذات المحمدية من دور فريد منها قوله عز وجل:
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
يلاحظ مالك بن نبي الانتقال غير العادي كما قال في هذه الآية الكريمة  من ضمير (كم) إلى ضمير (هم) يؤكد المؤلف أن هذا ليس خطأ نحويا مثلا فلو كان كذلك لوقع تصحيحه فورا ولو بعدم التصرف في النص القرآني الذي لا يعقل أن يقع في الخطأ النحوي أو غيره.

يم إننا على أي حال يقول مالك إننا بصدد التحليل النفسي للنص القرآني وليس التحليل الأدبي أو اللغوي والنحوي .. ففي هذا الخروج عن المألوف في النص القرآني نجد الذات المحمدية تقوم بدورين مختلفين فبهو نفسه مشمولا بدور المخاطبين وضميرهم (كم) وفي ذات الوقت بدور الغائبين وضميرهم (هم) فهو مقصود مباشرة بمن توجه إليهم الخطاب وفي نفس الوقت من الشاهدين  أي هو شاهد مقصود غير مباشرة بخطاب موضوع بصفة طارئة أمام مشهد عبر عنه القرآن يقول مالك بضمير الغائبين فالذات المحمدية في هذا الوضع الاتثنائي مخاطبة وشاهدة في ذات الوقت إليها توجه الخطاب وهي الشاهدة على توجهه إليها وإلى كافة الناس في كل مكان وزمان منذ صدور ذلك الخطاب العلوي المتوجه إلى ذات موحد كمخاطب وأيضا كشاهد على الموضوع ووروده ومصدره وصحته ..

يساتنتج المؤلف من هذه الحالة الفريدة المثير للدهشة أن هذا الانتقال (غير المتوقع) يستلزم حالتين نفسيتين لا يمكن أن تنتج الثانية منهما إلا عن الأولى أي الحالة النفسية الشاهدة على الخطاب هي دون ريب صادة عن الحالة النفسية المتلقية لذات الخطاب أي أنه هي نفسها إذا تصورناها في ذات معينة هي ذات محمد المتلقية للخطاب والشاهدة عليه في حالة نفسية غريبة مدهشة لا توجد عند سائر البشر (نهاية ص 164).

هذا واحد من الأدلة البرهانية الساطعة على فرادة ما يتلقاه خير البشر وعلى تميزه بسبب الوحي بحالات نفسية منها هذه غير ممكنة للناس العاديين وهو ما يغفله الدارسون الغربيون وأتباعهم قصورا منهم أو تقصيرا أو الأمرين معا وقد واجههم مالك بن نبي بفضح مقاصدهم وكيدهم باستعال علم النفس بطريقة غير صحيحة ليصلوا زاعمين الاتكاز على العلم زورا وبهتانا إلى استنتاجات مغرضة كيدية عدوانية لكنها أكثر من ذلك خاطئة علميا وهو بيت القصيد.

المناقشة: موضوع السهرة في سياق "مقام الذات المحمدية في ظاهرة الوحي" وفي هذه الصفحة 164 يطرح مالك بن نبي قضية أخرى تبرهن على أن علم نفس عاجز تماما عن الخوض في ظاهرة الوحي وبالأحرى في نفسية الرسول لأن هناك ظواهر نفسية خاصة يكتسبها بمناسبة الوحي يجهلها علم النفس وعلماؤه كظاهرة التعامل مع الذات المحمدية في الوحي كمخاطب وغائب في ذات الوقت كما سنرى في هذه الجلسة:
وفي هذا الصدد يذكر مال بن نبي أن هناك آ يات كريمة تثير فينا الشعور بالدهشة لما تمثل فيها الذات المحمدية من دور فريد.

د.حسان عبدالله عذرا على التاخير استاذ عبدالمالك :لقد قدم بن نبي اشارات مهمة فى كيفية التعامل مع القرآن لماذا لايكون بحثا معمقا لحضرتك حول ذلك الموضوع تفعيلاااا لفكرة المحصول من هذه السهرات ؟؟
ساعة واحدة · تم تعديل · إلغاء إعجابي · 1

د.حسان عبدالله ويخرج لنا فى صورة متكامل يمكن التعامل معه بعد ان تقضي المناقشة فى السهرات بالطبع..
ساعة واحدة · أعجبني

عبد المالك حمروش مرحبا دكتور حسان .. أنا بصدد قراءة تحليلية نقدية لكتاب الظاهرة القرآنية منذ مدة طويلة دكتور حسان عبد الله .. ربما تأتي ما تفضلتم الآن بتحديده من مسألة التعامل القرآني وهو مهم جدا كحصيلة بعد الفراغ من قراءة الكتاب كله .. نعم هذا التعامل بارز وفي منتهى الأهمة سيكون محل اهتمامي مستقبلا إن شاء الله
ساعة واحدة · أعجبني · 1

عبد المالك حمروش نعم سيكون ذلك دكتور حسان عند الانتهاء من قراءة الكتاب
ساعة واحدة · أعجبني · 1

عبد المالك حمروش أهم ما في هذه الصفحة 164 والجديد من إشارات مالك الهامة هو أن القرآن الكريم الذي كان يتعامل مع الرسول كمخاطب تعامل معه هذه المرة خطابا مزدوجا كما لو كان ذاتا حاضرة وغائبة في ذات الوقت باستعمال الضمير (كم) للمخاطب و(هم) للغائب في نفس الذات المحمدية وهذا ليبين للخصم الغربي وأتباعه أن دراسة الذات المحمدية كنفس فوق مقدرة علم النفس وعلمائه والدارسين والنقاد الغربيين المتحاملين وأتباعهم من تلاميذهم والمولعين بهم العرب والمسلمين .. ويكون مالك بن نبي بهذا قد قدم دليلا إضافيا على الخطأ العلمي الفادح لهؤلاء المعتدين الأدعياء الذين زعموا أشياء لا أساس لها من العلم والمنطق كما بين لهم بالبرهان القاطع من ذات العلم الذي ادعوا اعتماده زورا وبهتانا.
ساعة واحدة · أعجبني

د.حسان عبدالله تعامل مالك لم يكن أدبيا فعلا .. كان على المستوى الحضاري للقرآن الذي يخاطب غير المؤمنين به والمناط بهم التعرف على الايمان..كان ينظر الى الانسان غير المسلم على انه مشروع موحد وليس كافرا ..لأنه ببساطة لم تصله دعوة التوحيد..والظاهرة القرآنية فى طياته ظلال ذلك ...
ساعة واحدة · إلغاء إعجابي · 1

Fida Firi السلام عليكم فعلا سيدي اصبحنا نصل متاخرين فالتغيير افضل
ساعة واحدة · إلغاء إعجابي · 1

عبد المالك حمروش هذا ما يجب على الدعاة أن يتبعوه دكتور وليس دعوة المرمنين إلى الإيمان مما لا يقبله العقل والمنطق ولا طائل من ورائه [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]

scontent-a-ams.xx.fbcdn.net
ساعة واحدة · أعجبني · 1 · إزالة المعاينة

عبد المالك حمروش ما قول الدكتور حسان في تأخير الوقت ساعة أيضا بسبب تأخر صلاة العشاء إلى حوالي سا التاسعة والنصف فيصبح الوقت الأمثل في الجزائر هو سا 22 أي الحادية عشر ليلا في القاهرة؟
ساعة واحدة · أعجبني

د.حسان عبدالله انا معكم اينما شئتم انا ارتبط بكم وجدانيا وعقليا..وسعيد بقبولى بينكم ..هذه جلسة علم أفضل من عبادة النوافل
ساعة واحدة · إلغاء إعجابي · 1

عبد المالك حمروش الشكر الجزيل لك دكتور حسان والشيء من مأتاه لا يستغرب .. أليست مصر أم الدنيا وأرض الكنانة وما حاولوا زحزحتها عن دور الريادة إلا لكونها القلب النابض للأمة فمتى عادت إليه قريبا بإذن الله شفيت الأمة من أوجاعها الراهنة .. لتكن سهراتنا إذن مستقبلا الساعة العاشرة ليلا بتوقيت الجزائر (غرينيتش + 01) الحادية عشر ليلا بتوقيت القاهرة.
ساعة واحدة · تم تعديل · أعجبني · 2

Fida Firi ماذا يعني ان مالك بن نبي ساهم في دعم الاساس العقلاني للايمان اهي مخاطبة العقل و الوجدان في وقت واحد ام ان هناك قصدا اخر؟؟
ساعة واحدة · إلغاء إعجابي · 2

د.حسان عبدالله تعودنا فى مصر على عشق الجزائريين لنا ...سأنزل تظاهرة انا وابنى احمد الخميس فى ذكرى النكبة يرتدى كاب عليه العلم الجزائرى ..لا تقلقوا على مصر ان شاء الله
ساعة واحدة · تم تعديل · إلغاء إعجابي · 2

Fida Firi نحن معك استاذ في اي وقت المهم ان نستفيد وذلك اكيد
59 دقيقة · أعجبني · 1

د.حسان عبدالله العقل مؤسس للانفعال الوجداني وليس العكس ومن هنا خاطب القرآن العقل وآمره بالتدبر من أجل الايمان ...والتفقه من أجل الايمان..والسير والنظر من أجل الايمان
59 دقيقة · أعجبني · 1

عبد المالك حمروش مصر قلب العروبة النابض متى ازدهرت ازهروا ومتى تعثرت تعثروا فهي كالقاطرة لا معنى لها بغيرهم وهم كالعربات سيقبعون في مكانهم ما لم تقوم القاطرة بجرهم إنها الوحدى الطبيعية للجسد الواحد لا يصلح حاله إلا كله ولا يستقيم أمره إلا بالتئامه
57 دقيقة · أعجبني · 1

عبد المالك حمروش يقول ابن رشد الحكمة هي صاحبة الشريعة وأختها الرضيعة .. كما يقول الحق لا يمكن أن يخالف الحق كما هو الأمر بين الإسلام والعقل لأن مصدرهما واحد رباني وإذا حصل بينهما خلاف ظاهري وجب تأويل النص ..
55 دقيقة · أعجبني

عبد المالك حمروش أتعمد قول الإسلام بدل الدين حتى لا يلتبس الأمر
54 دقيقة · أعجبني · 2

د.حسان عبدالله الخلاف لاحد امرين اما خطأ في طريقة الاستدلال او التفكير (تفكير فاسد) أو في تأويل النص ..لأن الحقيقة واحدة تنبع كما ذكرنم من مصدر واحد تفرده الأساس التوحيد..
53 دقيقة · إلغاء إعجابي · 1

Fida Firi لهذا نجد ان مالك بن نبي يدعونا بتحليله هذا الى تطوير قراءاتنا لنصوص القران ولا نتمسك بتفسيرات القدماء كانها نهائية لا تتجدد
52 دقيقة · أعجبني

عبد المالك حمروش بعض الناس يتوهمون الخلاف لتواضع مدركاتهم أو لاستلابهم وتأثرهم بالوضع الغربي وفكره الخاص النابع من تاريخه وهم مستلبون متغربون تائهون والعياذ بالله
51 دقيقة · أعجبني · 1

عبد المالك حمروش يقال إن الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمة الله عليه كان يقول "القرآن يفسره الوقت" .. ويعني بذلك تطور المعارف والمجتمعات واكتشاف أشياء لم تكن مفهومة من قبل أو مفهومة سطحيا في القرآن الكريم الذي يتطور تفسيره وإدراك الناس له أفضل كلما تطورت علوهم ومعارفهم.
48 دقيقة · أعجبني · 1

Fida Firi وماذا نقول لمن يتمسك بالقديم و يرفض كل تفسير جديد على اساس اننا في عصر قل فيه العلماء الحكماء؟؟؟
45 دقيقة · أعجبني

Fida Firi تصبحون بالف خيرو تحياتي لكم دون ان انسى شكركم طبعا
29 دقيقة · إلغاء إعجابي · 1

عبد المالك حمروش ليلتك هادئة

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]

مقام الذات المحمدية في سياق الظاهرة الوحي

القراءة التحليلية في كتاب مالك بن نبي "الظاهرة القرآنية"
كنا قد توقفنا آخر مرة عند نهاية ص 164
ودائما في سياق ما عبر عنه مالك بن نبي بـ "مقام الذات المحمدية في سياق ظاهرة الوحي"

كان مالك بن نبي وهو يتحدث عن هذا المقام للذات المحمدية قد أكد أن القرآن الكريم يخاطب محمدا (ص) دائما بصيغة المفرد وهنا في نهاية ص 164 يجد أن الخطاب ينتقل من المخاطب
إلى الغائب وهي صورة استثنائية يكون فيها المخاطب هو الغائب أيضا تحدث في الذات الواحدة هي الذات المحمدية بصفتها المتلقية للوحي والشاهدة على مجيئه وتبليغه في نفس الوقت وهي
صيغة من الخطاب مزدوجة لا تحدث لباقي الناس فهم إما مخاطبون أو غائبون وهي حكمة اقتضها الرسالة فكانت في نفس محمد استثناء دون بقية البشر لاقتضاء الحال ذلك .. مثل هذه الحالات الاستثنائية يستعملها مالك بن نبي للإيضاح وفي نفس الوقت للبرهنة على تميز الذات المحمدية ضمن الذوات البشرية وهو تميز تجعلها غير قابلة للدراسة النفسية كما ادعى الأعداء لأن ذلك غير ممكن لأي علم يقوم على الملاحظة والتجربة كون المسألة غير متوفرة كظاهرة لدى الدارس لا في نفسه ولا في أشباهه من البشر فهي حالة نبوية خاصة تثبت صحة الرسالة والرسول عكس ما أراد الخصم باستعمال علم النفس زعما على أن الظاهرة المحمدية هي نفس الظاهرة النفسية البشرية كلها بحيث يمكن إخضاعها لعلم النفس وبالتالي فما كان يعانيه عند الوحي هو مجرد أحوال نفسية تحدث لجميع البشر وبالتالي فلا رسالة ولا رسول ولا دين اسمه ا لإسلام وهو ما ينسفه مالك بن نبي من أساسه بالاعتماد على علم النفس ذاته وأيضا علم ا لاجتماع عند الحاجة لثبت إثباتا لا جدال فيه بأن الظاهرة النفسية للوحي فريدة من نوعها ولا توجد إلا لدى الرسول (ص) وربما بقية المرسلين والأنبياء بشكل خاص بهم في كل حالة ..
يلاحظ المؤلف أن الفاعل يتغير من المخاطب (كم) إلى الغائب (هم) في الآية التي استشهد بها سابقا لكن المشهد يبقى واحدا لا يتغير وهو الفاعل الواحد أي الذات  المحمدية نفسها وهي حالة فريدة لا تحدث لدى بقية البشر الذين إما أن يكونوا مخاطبين أو غائبين في ذات الوقت .. يعبر مالك بن نبي عن هذا الانتقال للفاعل من المخاطب إلى الغائب بأنه جزئي لأن الصعيد وهو النفس المحمدية والفاعل ذاته يبقى واحدا هو نفس الذات باعتبارها مرة متلقية الوحي ومرة أخرى مبلغة له وشاهدة عليه فهي الحاضر المخاطب والغائب المبلغ له الخاطب والشاهد على التبليغ  لكن ذلك الانتقال الجزئي لا يعني لا يعني مجرد تداعي للمعاني في ذات محمد اللاشعورية يقول مالك بن نبي .. ذلك أن تداعي المعاني عندما يجري في العمليات اللاشعورية وخاصة منها الأحلام فإنه لا يغير الوضع النسبي للفاعل بانتقاله من شخص لآخر يقول المؤلف بل إن الفاعل نفسه يتغير فعله وهكذا يكون التغيير نسبيا في حالة الوحي بينما يكون الانتقال والتغيير في الأحوال الشعورية العادية وخاصة منها الأحلام تاما في الفعل والفاعل فالشخص يصبح غيره والفعل يصير فعلا آخر وبالتالي فإن هذه الأحوال التي يدرسها علم النفس ليست مطابقة لأحوال الوحي اللاشعورية فهذه غير تلك وبالتالي فإن محاولة تطبيق علم النفس هنا باعتبار حالة الوحي لا شعورية مستحيلة ولا تصلح كحجة لنفي الرسالة والرسول بل هي الزيف نفسه واستعمال علم النفس في غير محله وبالتالي فهي الباطلة في منظور هذا العلم ذاته وليس ما أرادته بباطل لأن ما بني على باطل يبقى باطلا .. هذا ما يقرأ بين سطور نص مالك بن نبي هنا.

هنا يقول مالك بن نبي فاعل ضمني هو الذات المحمدية وهو فاعل لا يتغير بتغير المشهد من الحاضر المخاطب إلى الغائب الموجه إ ليه الخاطب والشاهد عليه هذه الذات يتغير وضعها بالنسبة (إلى الفاعل الحقيقي) لكن الفعل لا يتغير كما هو في الآية السابقة المستشهد بها سابقا. ولهذا فإن تداعي المعاني لا يمكن أن يكون سببا نفسيا استدعى تغييرا معينا حتما (لا يظهر إلا
في الشكل النحوي للآية, دون أن يتغير أي تفصيل في المشهد). أي أن الحالة تبقى هي هي في الفعل والفاعل بينما الذي يتغير هو الصورة لنحوية فقط حيث إن اللغة ذاتها تعجز عن التعبير عن حالة غير عادية غير مألوفة للبشر الذين وضعوا اللغة للتعبير عن أحوالهم العادية بينما ما يحدث هنا ليس عاديا حيث نجد الفاعل حا ضرا وغائبا وهو نفسه دائما أي الذات المحمدية وبالتالي فإن حالة تداعي المعاني المستعملة في التفسير النفسي للأحوال اللاشعورية العادية والأحلام منها خاصة لباقي البشر لا تصلح هنا فيكون استعمال علم النفس هنا باطلا وأبطل منها الادعاءات المزيفة بنفي الرسالة والرسول اعتمادا على علم باطل التطبيق في هذه الحالة أي حالة الوحي وهكذ ينهار بناء المستشرقين والمبشرين والمفكرين العنصريين والمتغربين والأتباع الضالين المضللين من أساسه فما أعظمك يا مالك بن نبي حجة الإسلام المعاصر بجدارة واستحقاق.

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]

وفي هذا يشير مالك بن نبي إلى تناول المفسرين القدماء لهذه المشكلة التي أطلقوا عليها اسم (الالتفات) .. (نهاية ص 165).

في بداية ص 166 يعلق مالك بن نبي على هذا المفهوم (الالتفات) للمفسرين القدماء التقليدين واصفا له بأنه سطحي أدبي لا يعني شيئا من الناحية النفسية ولا يفسر شيئا بل فقط يدل على أن فعلا صدر عن فاعل دون أي تحليل أو تعليل (والالتفات مجرد تفسير سطحي للمشكلة التي نبحث عن مفتاحها) يقول مالك بن نبي.

يضيف مالك بن نبي أنه مهما كانت مخالفته للمنهج الديكارتي في بحث هذا الموضوع لأنه لا يكفي لحصره العقل في قواعد منهج وضعي ضيق, بينما هناك ضرورة تجعل الاضطرار حتميا للبحث عن حل للمشكلة خارج الذات المحمدية يقول المِؤلف.

(ولا بد لنا من أن نحدد حينئذ مستوى آخر تتم فيه أولا الظاهرة القرآنبة وتكتمل قبل أن تؤثر على الذات التي تحملها وتبلغه)

ولأنه يضيف ابن نبي لا يمكن تصور هذا المستوى في ذات إنسانية أخرى, فإنه يجب تصوره ضرورة في ذات غيبية (ميتافزيقية) لا رابط لها بالذات المحمدية سوى رابط (الوحي). نهاية ص 166 وموضوع (مقام الذات المحمدية في ظاهرة الوحي). سننتقل في الحلقة القادمة إلى موضوع جديد في الظاهرة القرآنية هو ما أطلق عليه مالك بن نبي: (الفكرة المحمدية). هكذا هو مالك بن نبي دائما في الظاهرة القرآنية يكتشف صفات للذات المحمدية تختلف عن صفات البشر العاديي ليس خلقة ولكن مقتضيات الوحي وتعامله معه ومعاناته له ربتها وأنشأتها وطورتها فيه وهي أصلا من مقتضيات تلقي الوحي وتبليغه لكنها أصبحت ذات دور منهجي منطقي برهاني عندما أراد المكيدون العنصريون من مفكري الغرب وأتباعهم نلفيق رفض علمي لبطلان الرسالة والرسول اعتادا على علم النفس وهو علم قاصر كما برهن على ذلك مالك بن نبي برهانا ساطعا قاطعا على أنه عاجز عن تناول مثل هذه الصفات النبوية الخاصة لأنه يجهلها تماما وليست من الظواهر النفسية العادية البشرية التي يمكن التعامل معها موضوعيا وعلميا وبذلك تنهار المحاولة الآثمة العنصرية الحاقدة الضالة المضللة نهائيا ولا يبقى لها أثر يذكر في تاريخ الفكر عدا الانحراف والضلال والعنصرية والعار والشنار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://benabbimalek.forumalgerie.net
 
الحلقة 23 مكرر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القراءة التحليلية لكتاب الظاهرة القرآنية - الحلقة 25 مكرر 15.. عبد المالك حمروش
» القراءة التحليلية لكتاب الظاهرة القرآنية - الحلقة 25 مكرر 16 .. عبد المالك حمروش
» القراءة التحليلية لكتاب الظاهرة القرآنية - الحلقة 25 مكرر 04 - عبد المالك حمروش
» القراءة التحليلية في كتاب الظاهرة القرآنية - الحلقة 25 مكرر 09 .. عبد المالك حمروش
» القراءة التحليلية لكتاب الظاهرة القرآنية - الحلقة 25 مكرر 05 .. عبد المالك حمروش

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مالك بن نبي فيلسوف الحضارة المعاصر :: الفئة الأولى :: القراءة التحليلية لكتاب الظاهرة القرآنية-
انتقل الى: