عبد المالك حمروش مدير عام
عدد المساهمات : 387 تاريخ التسجيل : 14/04/2013 العمر : 40
| موضوع: قراءة تحليلية في كتاب الظاهرة القرآنية لمالك بن نبي .. الحلقة 04 عبد المالك حمروش4 الأحد أبريل 21, 2013 9:50 am | |
| قراءة تحليلية في كتاب الظاهرة القرآنية لصاحبه مالك بن نبي .. الحلقة 4 عبد المالك حمروشنعود إلى الظاهرة القرآنية بالقراءة التحليلية الحلقة 4 كنا توقفنا عند "ثالثا" في سياق السبب التاريخي لوضع كتاب الظاهرة القرآنية, الظاهرة ما أدل هذه الكلمة على الاتجاه المنهجي العلمي المحكم لتناول مسألة الإعجاز البياني خاصة لتخريب المستشرقين وغيرهم من المفكرين الغربيين المغرضين وأتباعهم من بعض المثقفين العرب والمسلمين الذين درسوا في جامعات الغرب خاصة لهذا الإعجاز معتمدين على ثغرات منهج المفسرين القدامى
صفحة 65 - ثالثا: ومن حيث التاريخ ينبغي أن يكون الإعجاز من جهة التأثير بحسب حاجة تبليغ الدين إليه .. وقد رأينا أولا يكون الإعجاز بوصفه حجة وثانيا باعتباره وسيلة للتبليغ.
هذه الصفة تختلف من دين لأخر بحسب اختلاف ضرورات التبليغ
يعتبرمفكرنا أن هذا هو المقياس العام الذي ينطبق على الإعجاز بالنسبة إلى الأديان السماوية كلها
فبالقياس على رسالة موسى عليه السلام مثلا نجد أن المعجزة تتكون من اليد والعصا .. وهي حجة ليست من مستوى العلم الفرعوني وإنما هي من مستوى السحر المدرك للجميع دون مشقة ولا عناء فهي من مستوى الإدراك الحسي الخالي من أي مجهود فكري ..
هاتان الحجتان لكونهما حسيتان ليستا من جوهر الدين الموسوي بل هما من توابعه ومن تاريخه فقط حيث إنه لا صلة لليد والعصا بمعنى هذا الدين الموسوي ولا بتشريعه.
لذلك فإن دلالة هاتين الحجتين على الدين محدودة في الزمان ومؤقتة تنطبق على زمن محدد أي أنهما لهما مفعول الحجة فقط في الجيل الذي شاهدهما أو في الجيل الذي بلغته تلك الحجة بالتواتر من التابعين وتابعي التابعين أي في زمن محدود لحكمة أرادها الله متفقة مع حقائق نفسية وحقائق تاريخية معينة تناسب أهل ذلك الزمن.
نتتقل إلى الصفحة الموالية 66 هذه الحقائق لفترة زمنية محددة هي في مثالنا هذا: 1 - اليهود الان ليسوا في حاجة إلى التبليغ لذلك لا حاجة بهم إلى الحجة فلا داعي للإعجاز في الدين الموسوي حاليا لأنه لا يحتاج إلى التبليغ والانتشار إذ يمنع المنتسبون إليه نشره بين غير اليهود.
2 - شاءت الإرادة الإلهية أن يأتي دين عيسى عليه السلام لينسخ رسالة موسى وبالتالي تصبح حجتها معطلة لأنه لا داعي لها ..أي أن الحجة تزول بزوال ضرورتها التاريخية فكل رسالة تأتي بإعجازها الخاص المتناسب مع ظروف ذلك الزمان وطبيعة مجتمعه حيث إن رسالة عيسى عليه السلام أتت في ظروف مغايرة لرسالة سابقه حيث كانت الثقافة السائدة في وقت عيسى هي الثقافة اليونانية الرومانية, وهكذا كانت حجة عيسى هي إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله, فالقضية تتعلق دائما بالتركيب النفسي للإنسان ليأتي الإعجاز بالحجة المناسبة له في زمن معين, والملاحظ عامة أن الإنسان يعجز عن إدراك حقائق الدين مباشرة لذلك وجب الإعجاز الذي يأتي بحجة مناسبة يصدقها الإنسان ضرورة أي الإتيان بحجة تساعد عقل الإنسان على إدراك الحقائق الدينية وتكون في صورة إعجا ز, فالأسباب تتكرر وإنما يتغير شكلها ليناسب الظروف النفسية والاجتماعية في زمن نزول الرسالة. وتتكرر نفس الحالة بحيث يكون إعجاز رسالة موسى عليه السلام مؤقتا يزول بعد حين بسبب قدوم رسالة أخرى تحل محل هذه وتنسخها وتلغي حجج إعجازها وتأتي بحججها الخصة ضمن إعجازها الخاص, أي إلغاء ضرورة التدليل على صحة الإنجيل يقول مالك بن نبي.
وهكذا نتوقف عند نهاية صفحة 66 لنشرع في الصفحة الموالية 67 في الحلقة القادمة وهي التي تبتدئي بقول مفكرنا الكبير: "وهكذا تأتي رسالة الرسول الأمين". | |
|