موقف مالك بن نبي من جمعية العلماء المسلين الجزائريين
دار الجدل مرارا وتكرارا هنا وفي فضاءات أخرى بشأن موقف مالك بن نبي من جمعية العلماء .. ننقل لكم هنا موقفه بكلامه في مذكرات شاهد للقرن .. ربما يكون فيما بعد قد غير رأيه أو عدل فيه بعض الشيء ربما لكن فيما نرى أن ذلك مستبعد ولو أن ذلك الموقف صدر عنه سنة 1937 أي بعد المؤتمر الإسلامي في سنة 1936 حيث ذهب وفد من الأحزاب والتنظيمات الجزائرية إلى باريس للمطالبة بالحقوق وكان من ضمنه وفد لجمعية العلماء وربما بسبب ذلك كان هذا الموقف لمالك بن نبي الذي قال: "وهكذا بدأت في تلك الفترة تنشأ صورة القومية الجزائرية بجناحيها: الجناح الكادح الطامح إلى البورجوازية في ذات قيادته المتواطئة مع الحركة اليسارية الفرنسية, والجناح البورجوازي المتواطئ مع الاستعمار." ص276 من مذكرات شاهد للقرن
ثم يضيف في الصفحة الموالية: "وبقي الإصلاح يسعى في شق طريقه بين الطرفين, دون أن يشعر أنه سيقدم ذات يوم استقالته المعنوية للجناح القومي البورجوازي الذي يتقبلها منه بكل سرور, ثم يكون عرضة للجناح الكادح الذي يطحنه ويدوسه بالأقدام, لأنه عرض نفسه لذلك بتسليمه لمسؤولياته.
لم يكن (حمودة بن الساعي ) وأخوه منتسبين لأحد هذه الأطراف, بينما كنت أنتسب للطرف الإصلاحي, لأنه كان يمثل في نظري الصورة الجزائرية للفكرة الوهابية التي كنت أرى فيها منقذ العالم الإسلامي."مذكرات شاهد للقرن ص 277