القراءة التحليلية لكتاب الظاهرة القرآنية - الحلقة 25 مكرر 12 .. عبد المالك حمروش
العلاقة بين القرآن والكتاب المقدس (تابع)
تاريخ الوحدانية
قصة يوسف في القرآن والكتاب المقدس
ص ص 258 259
===
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينهي مالك بن نبي فرضه الأول في تفسير ما ذهب إليه المشككين في الرسالة والرسول واحد ادعاءاتهم بأن محمدا صلى الله عليه والسلام يكون قد وضع القرآن الكريم بالاعتماد على ما امتصفه لا
شعوريا من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد التوراة والإنجيل .. فيحسم الأمر نهائيا بالبرهنة القاطعة علميا وموضوعيا على أن البيئة الجاهلية المشركة لم تكن تعرف التوحيد إطلاقا وقدم أدلة
لا تقبل النقاش منها أن لم يكن هناك بمكة وضواحيها أي مركز ثقافي ديني لنشر الكتاب المقدس وكل ما كان هناك من غير المشركين في البيئة الجاهلية هو بعض الحنفيين الذين من بينهم محمد
نفسه الذين لا دراية لهم بالكتاب المقدس وكل ما كان لهؤلاء هو تأثير روحي معين على البيئة التي نشأ فيها محمد. وقد أفاد القرآن الكريم جهل الحنفيين بالكتب كما أن وجود الحنفي نادر في البيئة
الجاهلية المشركة تلك البيئة التي لم تتغير كثيرا - يقول مالك بن نبي - حتى الآن رغم مرور قرون من الإسلام عليها. ثم يستعرض أدلة عدم تأثير المسيحية على البيئة الجاهلية مما يجعلها مستحيلة
التأثير على الرسول الكريم. ومثلها اليهودية التي لم يكن لها أي تأثير على عرب الجاهلية الذين كانوا يجهلون تماما محتواها وكتابها. أما العهد الجديد (الإنجيل) فلم تكن له ترجمة عربية إلى غاية
القرن الرابع الهجري بدليل أن الغزالي عندما أراد الاستشهاد به استعان بنسخة قبطية. وقد ثبت أن أول نسخة عربية للإنجيل ظهرت سنة 1060م. وتبادر إلى الذهن هل هناك نسخة عربية للعهد
القديم (التوراة) ويأتي الجواب من القرآن الكريم على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام مخاطبا أحبار اليهود بالمدينة
قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتنم صادقين) .. [آل عمران 93/3] ..
مم يدل على عدم وجود من يقرأ العبرية من عرب الجاهلية وعدم وجود نسخة عربية من التوراة.
والخلاصة هي أنه لا وجود لتأثير توحيدي في البيئة العربية الجاهلية لانعدام المصادر اليهودية والمسيحية المكتوبة فيها مما يجعل التأثير اللاشعوري للديانتين - كما ادعى المدعون - على
الذات المحمدية أمرا مستحيلا.