القراءة التحليلية لكتاب الظاهرة القرآنية - الحلقة 25 مكرر 11 .. عبد المالك حمروش
العلاقة بين القرآن والكتاب المقدس (تابع)
تاريخ الوحدانية
قصة يوسف في القرآن والكتاب المقدس
ص 255 - 256 - 257
====
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ص 255
البحث النقدي للمسألة:
يؤكد مالك بن نبي وجود صلة بين الرواتين مهما كان الاختلاف بينهما
ثم يشرع في الحديث عن فرضيتين لتفسير ما هو متعارض بين الروايتين:
الافتراض الأول:
أن يكون النبي قد تشبع بفكرة التوحيد لا شعوريا بفضل عبقريته الخاصة
الفرض الثاني:
أن يكون النبي قد تعلم الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية مباشرة وشعوريا واستعملها فيما بعد في بناء القرآن
ويلاحظ مالك بن نبي إلى فائدة دراسته في فصل سابق لشخص النبي الكريم في موضوع هذه المقارنة
ص 256
الفرض الأول:
يقسم مالك بن نبي هذا الفرض إلى قسمين:
1- وجود تأثير يهودي مسيحي في العهد الجاهلي
2- الطريقة التي سمحت لهذا التأثير بالظهور في الظاهرة القرآنية
بلنسبة للقسم الأول يذكر المؤلف أن جميع البحوث التي تعرضت لهذ الموضوع انتهت إلى نفي وجود هذا التأثير
اعتمد هذه البحوث على الأدب الجاهلي الذي يصفه بأدب أميين حسب تعبير القرآن
كما أن الوثائق المؤرخة للعهد الجادلي نادرة وبالتالي فإن أدب ذلك الوقت وصل إلى عصر الأدب والعلم الإسلامية كان عن طريق الرواية والمشافهة ..
لكن القرآن يعتبر وثيقة تاريخية موثوقة عن العهد الجاهلي وهو وثيقة تؤكد في مواضع كثيرة أن التأثير اليهودي الدبني أي كان في الجاهلة منعدم
وبالنسبة للنبي يؤكد القرآن ذات المعني (الأمية) وانعدام أي تأثير ديني سابق
ص 257
وألا وجود للوحدانية في العهد الجاهلي أي الأديان السماوية
وقصة يوسف ذاتها تؤكد خلو بلاد العرب من أي تاريخ توحيدي
وهكذا فلا قيمة منطقية يمكن وجودها لأي رأي معاكس لهذا الانعدام لأي عقيدة وحدانة في البيئة العربية الجاهلية
وبلتالي فإن أية دراسة تعتمد المنطق تنتهي إلى تأكيد هذه الحقيقة خلو بلاد العرب قبل الإسلام من أي تأثير يهودي أو مسيحي
وهو الأمر الذي أكده القرآن بقوة وتناقلته الأخبار المتواترة
وقد حاول يقول المؤلف الآباء اليسوعيون في بداية القرن العشرين إيجاد تأثير لشعراء النصرانية في الجاهلية
وأجروا في هذا الميدان بحوثا قيمة انتهت إلى خلو العصر الجاهلي من أمثال هؤلاء الشعراء
وانتهت بذلك بحوثهم إلى عكس ما كانوا يبحثون عنه بألا تاثير للديانتين اليهودية والمسيحية في العهد الجاهلي ..
وهكذا يكون مالك بن نبي قد حسم الأمر نهائيا ليس فقط بمقارنته وبحثه المعمق ولكن باستعمال نتيجة الآباء اليسوعيين أو المبشرين
أنفسهم لقد انتهت بحوثهم عن هذا التأثير المسيحي اليهودي في الجاهلية إلى نفيه .. وشهد بذلك شاهد من أهلها ..