عبد المالك حمروش مدير عام
عدد المساهمات : 387 تاريخ التسجيل : 14/04/2013 العمر : 40
| موضوع: القراءة التحليلية في كتاب "الظاهرة القرآنية " لمالك بن نبي ** عبد المالك حمروش ** الحلقة 17 الخميس يونيو 06, 2013 11:55 am | |
| القراءة التحليلية في كتاب "الظاهرة القرآنية " لمالك بن نبي ** عبد المالك حمروش
الحلقة 17 نلاحظ أن مالك بن نبي يقدم عناصر الظاهرة واحدا بعد الآخر ولا يغادره حتى يوضحه تماما ويقيم الدليل القاطع على أنه عنصر من ظاهرة نفسية أو اجتماعية أو تاريخية قابل للدراسة الموضوعية كغيره من موضوعات العلوم الإنسانية وأحيانا يرتفع به إلى مستوى موضوعات العلوم التجريبية وربما الصحيحة وبذلك تصبح أحكام العلم صادقة عليه ولا مجال للجدل العقيم في ذلك الأمر .. لقد انفرد مالك بن نبي بهذه الطريقة العلمية الموضوعية في دراسة ما أسماه ربما دون غيره بالظاهرة القرآنية ودرسه على ذلك الاعتبار ليبطل كل حجة واهية رفعها أعداء الإسلام في الداخل والخارج ويحسم الأمر نهائيا.
يتناول مالك بن نبي عنصر الرسول ضمن الظاهرة القرآنية ليجعل منه عنصرا قابلا للدراسة الموضوعية ويتعامل معه علميا ليقدم الدليل القاطع على أن هذا العنصر صحيح لا يتطرق إليه الشك وفي هذا المضمار يذهب إلى أن دراسة "الذات المحمدية" ضرورية كأي موضوع يتناوله العلم بالدراسة مثل "ضرورة تحديد الأبعاد الثلاثة في دراسة الخصائص التحليلة لمنحنى هندسي" كما قال. وهكذا يتناول مالك بن نبي عنصر الرسول من الظاهرة القرآنية كموضوع عقلي أو شيء يمكن فحصه تماما مثل أي شيء طبيعي أو فكري على الأقل ذلك لأن الظاهرة القرآنية محل الدراسة "مرتبطة بذات محمد صلى الله عليه وسلم" وللخروج بنتيجة في تحديد هذا الارتباط لا بد من وضع مقاييس أولها ذلك الذي يحدد عناصر الذات محل الدراسة كلها وتجلياتها ما دامت الذات هنا "هي موضوع القضية وشاهدها وقاضيها". مما يستدعي احتياطات الشاهد أو القاضي الذي هو الدارس تضمن الثقة في شهادته وحكمه. وايضا لا بد من وضع مقياس أو معيار ثان "يتيح لنا أن نحكم مباشرة بأنفسنا على الظاهرة". بعد تحديد الشاهد الذي هو النبي الكريم يتعين وضع أسئلة عن صفاته الخلقية والعقلية من أجل التأكد منهما والوثوق بهما تماما حيث لا يجب أن يتطرق الشك إليهما حتى "يمكن استخدامهما كعنصر تاريخي جوهري في المشكلة" يقول مالك بن نبي. وفي صفحة 109 الموالية يجد مالك بن نبي ألا ضرورة لدراسة شخصية الرسول من جديد لأن تلك الدراسات عديدة وكافية فيما يعرف بالسيرة النبوية أو الدراسات الحديثة لذلك ينصرف مالك بن نبي إلى ما يعنيه هنا مباشرة وهو في نظره "تخطيط صورة نفسية لا تهمنا فيها التفاصيل التاريخية" إلا بقدر ما يحتاجه هذا التخطيط, وهكذا يرى المؤلف أن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام تنقسم إلى مرحلتين: الأولى: عصر ما قبل البعثة ومدتها أربعين سنة والثانية: العصر القرآني ومدته ثلاثة وعشرين سنة. وكلا المرحلتين بينهما حادث رئيسي يقسم كلاهما إلى مرحلتين ثانويتين. فالزواج بخديجة رضي الله عنها فاصل هام في المرحلة الأولى حيث شرع نبي المستقبل في خلوة روحية تنتهي بتلك الليلة ... "ليلة الوحي"(1) أما المرحلة الثانية فتقسمها الهجرة إلى مرحلتين هما: زمن تبليغ الدعوة في البداية ثم أعبه زمن الانتصارات السياسية والعسكرية الذي "التي فتحت للامبراطورية الإسلامية الفتية باب التاريخ" يقول مالك بن نبي. وفي الصفحة الموالية 110 يعلن مالك بن نبي عزمه على دراسة هذين المرحلتين بإيجاز بالوقوف على الأحداث التي طبعت شخصية النبي أو تلك التي انطبعت بها لكي يقول المؤلف "نكشف بقدر الإمكان عن طبيعة الارتباط بين الذات المحمدية, والظاهرة القرآنية". نتوقف هنا لنستأنف القراءة في الحلقة التالية 18 من تناول مالك بن نبي "عصر ما قبل البعثة" بالدراسة. | |
|