عبد المالك حمروش
مدير عام
عدد المساهمات : 387
تاريخ التسجيل : 14/04/2013
العمر : 40
 | | موضوع: القراءة التحليلية لكتاب الظاهرة القرآنبة لمالك بن نبي .. الحلقة 10 ** عبد المالك حمروش الثلاثاء أبريل 30, 2013 10:47 am | |
| القراءة التحليلية لكتاب الظاهرة القرآنبة لمالك بن نبي .. الحلقة 10 ** عبد المالك حمروش مبدأ النبوة الحلقة 10: مبدأ النبوة ص87 مبدأ النبوة يعرضه شاهده الوحيد (النبي) كظاهرة مستقلة عن الذات الإنسانية المعبرة عنه أي أن النبوة لا علاقة لها بطبيعة الشخص النبي, والمشكلة هي تحديد ما إذا كانت هذه الظاهرة ذاتية محضة أم موضوعية كالمغناطيس مثلا, هذه الظاهرة الطبيعية المغناطيس يمكن لنا ملاحظتها وقياسها بجهاز ما أما ظاهرة النبوة فتفلت من ملاحظتنا ووسائل القياس لدينا فلا نعرفها سوى عن طريق هادة النبي نفسه, ومن خلال رسالته المنزلةالمتواترة, فهذه إذن مشكلة نفسية وتاريخية, والملاحظ بداية هو أن بعث نبي ليس حدثا مفردا, بل هو ظاهرة مستمرة تتكرر بانتظام بين قطبين من التاريخ من إبراهيم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم, وتكرار(1) ظاهرة بنفس الكيفية يدل على وجودها علميا, بشرط التثبت من صحة هذا الوجود بالوقائع المتفقة مع العقل ومع طبيعة المبدأ, وهذا يعني أن مالك بن نبي يضع ظاهرة النبوة بين الظواهر الطبيعية التاريخية التي يمكن إثبات وجودها بطريقة علمية محضة لا تقبل الجدل ولا الشك أو التشكيك.
يعتمد مالك بن نبي هنا على وجهة نظر "هيجل" التي ترتكز على ملاحظة الظواهر بحيث إذا وجدنا حالة نبوية خاصة لا تفسر شيئا ولا تثبته فإن تكرارها في ظل بعض الشروط يبرهن على الوجود العام للظاهرة بطريقة علمية, ولكن يتعين البحث في حقيقة هذا التكرار, لاستخلاص القانون العام المتحكم في هذه الظاهرة من الصفات الخاصة لهذا التكرار, فلا وجود لسبب وجيه (نهاية ص87) يجعلنا نسلم بالنبوة اعتمادا على المعادلة الشخصية للنبي(2) حيث يمكن أن يكون الأمر متعلقة بدوافع وأحوال شخصية ذاتية, غير أن سير الأنبياء تمنعنا مؤمنين مندفعين دون تعقل, إلى الخوارق والمعجزات, أو أن نحكم عليه بالعته الذي خلقوا عليه, فهم على العكس يمثلون الكمال الإنساني في أسمى صوره, جسما وعقلا وخلقا, متمتعين عن جدارة بثقة الناس, فوجب إذن في المقام الأول اللجوء إلى هذه الشهادة لإثبات القيمة التاريخية للوقائع التي نخضعها للنقد, بعدها نحلل هذه الوقائع كلها بإعمال العقل المتحرر من الشك المطلق الخالي من الهدف.
في هذا السياق يختار مالك بن نبي مثالا هو حالة النبي (أرمياء) بسبب الضمانات التاريخية التي تمنح كتابه وتاريخه الشخصي قيمة الحقيقة الموضوعية, هنا يعتمد مالك بن نبي على بحث انتهى إلى تجريد الكتاب المقدس من كل صفات الصحة التاريخية ما عدا كتاب (ارمياء)(3), هذه الدراسة قام بها (البروفيسور مونتيه Montet), لكن مالك بن نبي لا يريد التسليم بالنقد الحديث للكتاب المقدس, بسبب الخطأ في طبيعة الموضوع نتيجة التعميم المفرط للمتهج الديكارتي, مما يؤدي إلى التفسير المتعسف للحقائق النفسية التي هي الأساس في هذا الموضوع يقول مالك بن نبي, بهذا تنتهي ص88 وموضوع مبدأ النبوة يتبعه في الصفحة الموالية موضوع "ادعاء النبوة" الذي سيكون في الحلقة 11 من هذه القراءة التحليلية. ______________________________________________________________________________________________ (1) يتصل بهذا المعنى الآية الكريمة (قل ما كنت بدعا من الرسل) [الأحقاف 9/46] (2) المعادلة الشخصية هي من الطاقات والإمكانيات الشخصية تكون (الأنا) .. (المترجم) (3) تضم الحركة النبوية الإسرائيلية سبعة عشر نبيا منهم أربعة أكابر هم: أشعياء وأرمياء وحزقيال ودانيال, وقيل لهم ذلك لأنهم ذوو أسفار أكبر من أسفار غيرهم. وقد وزعت نبوتهم على أربعة قرون بعثوا خلالها في أعقاب بعض (830 - 435 ق.م), (وأولهم يونس ويوئيل) (830 ق.م) وآخرهم (ملاخي) (435 ق.م) ثم جاء بعده (يوحنا المعمدان) الذي ظهر على إثره المسيح عليه السلام. (المترجم) | |
|
