القراءة التحليلية لكتاب الظاهرة القرآنية - الحلقة 26- 3 ـالموافقات .. عبد المالك حمروش
موضوعات ومواقف قرأنية
الموافقات ـ 1
ص ص 282 283 284 285
================
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح والتعليق:
ص282: يسجل مالك بن نبي انبهاره بالقرآن الكريم مبنى ومعنى بالرغم من مزاعم المفكرين الغربيين وتلاميذهم العرب والمسلمين
الأوائل مغرضون والثواني مسلوبون مغتربون يخربون بيوتهم بأيديهم عن علم أو جهل فالنتيجة المدمرة واحدة .. ولما
للقرآن من المكانة العلمية والمعرفية المرموقة فإنه كذلك يوضح العلاقة بين الذات المحمدية والقرآن العظيم.
ص283: لهذا وجب إثبات هذه العلاقة: الأفكار المحمدية =الأفكار القرآنية
لكن هذا لا يعني أن العلافة بين طرفي المعادلة سببية وهو ما يسعى مالك بن نبي إثباته حتى لا يدعي مغرض أن الذات
المحمدية هي مصدر القرآن الكريم ..ويذهب مالك في هذا الصدد إلى بديهية أن الله هو علة كل ما في الكون قائلا: ٌوينبغي أيض أن
يربط بين الخالق والمخلوق برباط الإيمان, وأن ينصب للكائنات س والأشياء سلما من الدرجات الخلقيةٌ.
ص 283: إنها حالة غريبة هذه التي يقدمها لنا القرآن أو هي حالة فريدة لا توجد عادة في علاقة الفكر بالعالم مما يثبت أن مصدرها
ليس هذه العلاقة بين العقل أو الفكر والعالم وإنما هي غريبة وفريدة عن المعهود وذاك ما يقود إلى إدراك مصدرها الغيبي ..
ص 284: يضرب مال بن نبي مثالا على هذه الغرائب الفكرية الفريدة المغايرة للحالات المعهودة في علاقة الفكر بالعالم وبموضوعه عامة
ذلك أن العقل عندما يقف منبهرا أمام هذه الحالات يجد نفسه قد انتقل فجأة من المستوى العادي للأشياء المعلومة أو القابلة للعلم
إلى مستوى آخر ليس هو المستوى الإنساني ٌيجد نفسه وقد حمل بعيدا ليلحظ من هنا لك, في وميض آية من آيات القرآن, أفقا من آفاق
المعرفة المطلقةٌ. ثم يقول مالك: ٌ لا شك أننا لو تألمنا من قريب هذه الغرائب فسنكتشف في اطراد الفكرة القرآنية روحا مذهلا, ونسقا رفيعا, لا
يصدر إلا عن معرفة مطلقة محضة تتدفق منها الآيةٌ ...
ويسجل المؤلف أن الإعجاب والانبهار بهذه الغرائب ٌتكشف للفكر الإنساني المبهور عن المصدر الغيبي الذي تدفقت منه الفكرة التي سبقت
عصور التقدم الإنساني , واتفقت مع الحقائق التي كشف عنها العلم بعد ذلك بقرونٌ. وفي هذا الصدد من إعجاب العقل الإنساني وانبهاره وهو يقف
أمام تلك الأفكار القرآنية التي سبقت تطور العقل الإنساني واكتشافه بقرون عديدة فتكون هذه الغرائب القرآنية: ٌطلائع شاهدة على السر الأسمى
للمعرفة القرآنيةٌ.
ص 285: لكن القرآن يلاحظ مالك بن نبي رغم عجائبه وغرائبة وانفراده ليس كتاب علميا يصف الكون ولو أن حقائقه تسبق العلم وتعلم الإنساتن
مالم يعلم ويوجهه إلى طلب المعرفة وفيه حقائق مطلقة عن الكون والإنسان أو هو يحتوي على الحقيقة المطلقة الشاملة وما العلم الذي يسعى إلى
توجيهه الوجهة السليمة المفيدة للإنسان إلا حقائق جزئية توجد كلياتها في القرآن العظيم ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ