منتدى مالك بن نبي فيلسوف الحضارة المعاصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مالك بن نبي فيلسوف الحضارة المعاصر

مالك بن نبي مفكر جزائري عالمي معاصر تمكن بدافع حماسه الإيماني العميق وبفضل تمكنه من المنهج العلمي المعاصر من تشخثص مشكلات الحضارة الإسلامية خاصة ووضع الحلول المناسبة لها ..
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإسرائليات في التراث الإسلامي............................. مفهوم إسرئيل..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المالك حمروش
مدير عام
مدير عام
عبد المالك حمروش


عدد المساهمات : 387
تاريخ التسجيل : 14/04/2013
العمر : 40

الإسرائليات في التراث الإسلامي............................. مفهوم إسرئيل.. Empty
مُساهمةموضوع: الإسرائليات في التراث الإسلامي............................. مفهوم إسرئيل..   الإسرائليات في التراث الإسلامي............................. مفهوم إسرئيل.. Emptyالأربعاء أبريل 09, 2014 3:41 am





الإسرائليات في التراث الإسلامي............................. مفهوم إسرئيل..........................................................................

إسرائيل: إسم ثان ليعقوب بن ابراهيم خليل الرحمان ، فإسحاق أخ لإسماعيل جدّ نبيّنا محمد صلّى الله عليه و سلّم ، و يلتقي اليهود و العرب جميعا في إبراهيم . قال الله تعالى "... ملّة أبيكم إبراهيم..." و معنى إسرائيل في اللغة العبريّة " عبد الله" لأنّ " إسرا " هو العبد و " إيل " هو الله .وقد تلطّف سبحانه و تعالى في خطابه مع اليهود حيث أضافهم إلى النّبيّ الكريم إسرائيل ،ليذكّرهم بهذا النّسب الشّريف ، عسى أن يحرّك فيهم شعور الكرامة إن كان في نفوسهم شيئا منها ... أمّا وجه تسميّتهم باليهود ، فلأنّ سبطا منهم ينتمي إلى " يهودا " فهو الإبن الرّابع للنّبيّ يعقوب أمّا عن عقيدة اليهود و باختصار شديد كما قال عنها رئيس وزراء إسرائيل ، بطل مذبحة دير ياسين " مناحيم بيغن " "من التوراة تنطلق و إلى التوراة تعود ".

الإسرائليات:
نجد في كتب التّفسير بالمأثور أخبارا كثيرة مرويّة عن بني إسرائيل ، و هذه الأخبار عرفت بالإسرائليات ، و ذلك بسبب النّقل عن عدد من التّابعين الّذين كانوا من أهل الكتاب قبل أن يدخلوا في الإسلام ، والّذين كانوا كثيرا ما يسألون عمّا في كتب أهل الكتاب ، و دخلت هذه الأخبار في مجال التّفسير بالمأثور ، و من هنا وجب على من يقرأ في كتب التّفسير أن يكون واعيا للموقف السّليم الذي يجب أن يقفه المسلم من الإسرائليات . هذا الموقف الذي يتلخّص في عدّة نقاط من أهمّها:
أنّ الرّوايات الإسرائلية الّتي لا تعارض القرآن و لا توافقه ، ينبغي أن يكون موقفنا إزاءها موقف الحذر و الأناة و الحياد ، لا نكذّبها خشية أن تكون صحيحة و لا نصدّقها خوف من أن تكون مكذوبة مصادقا لما جاء في قول الرّسول محمد صلّى الله عليه و سلّم " لاتصدّقوا أهل الكتاب و لا تكذّبوهم " و تعليقا على هذا الحديث قال " ابن الملك " " إنّما نهى عن تصديقهم و تكذيبهم لأنّهم حرّفوا كتابهم و ما قالوه إن كان من جملة ما غيّروه ، فتصديقهم يكون تصديقا بالباطل ، وإن لم يكن كذلك يكون تكذيبهم تكذيبا لما هو حق. و يقول " ابن تيمية " على سبيل الإستدراك : " ولكن هذه الأحاديث الإسرائلية تذكر للإستشهاد لا للإعتقاد " . و أخيرا نورد كلمة رائعة لابن عباس رواه البخاري في صحيحه في قوله صلى الله عليه و سلم " يا معشر المسلمين ، كيف تسألون أهل الكتاب عن شيئ؟ و كتابكم الذي أنزل الله على نبيّه أحدث أخبار الله ،تقرؤونه محضا لم يشب... و قد حدّثكم الله عن أهل الكتاب ، قد بدّلوا كتاب الله و غيّروه و كتبوا بأيديهم الكتاب و قالوا هو من عند الله، ليشتروا به ثمنا قليلا ، أفلا ينهاكم ما جاء من العلم عن مسألتهم؟ و لا و الله ما رأينا منهم أحدا سألكم عن الذي أنزل إليكم ...

لفظ الاسرائليات و إن كان يدلّ بظاهره على اللون اليهودي للتفسير ، و ما كان للثقافة في بيان المراد بالاسرائليات و مدى الصلة بينها و بين القرآن: اليهودية من أثر ظاهر فيه، إلا أنّنا نريد به ما هو أوسع من ذلك و أشمل ، فتزيد به ما يعمّ اللون اليهودي واللون النصراني ، و ما تأثر به التفسير من الثقافتين اليهودية و النصرانية.
و إنّما ما أطلق على جميع ذلك لفظ الاسرائليات من باب التغليب للجانب اليهودي على الجانب النصراني، فإنّ الجانب اليهودي هو الذي اشتهر أمره فكثر النقل عنه و ذلك لكثرة أهله ، فظهور أمرهم و شدّة اختلاطهم بالمسلمين من مبدأ ظهور الاسلام إلى أن بسط رواقه على كثير من بلاد العالم...وكانت ثقافة اليهود تعتمد على التوراة التي تسمى بالعهد القديم، و كان لليهود بجانب التوراة سنن و نصائح و شروح لم تؤخد عن موسى بطريقة الكتابة وإنما نقلوها بطريق المشافهة، ثم نمت على مرورالزمن وتعاقب الأجيال، ثم دونت وعرفت باسم " التلموذ " ووجد بجوار ذلك كثير من الأدب اليهودي و القصص و التاريخ و التشريع و الأساطير...و أما النصارى فكانت تعتمد على الإنجيل الذي سمي بالعهد الجديد... و كان طبيعيا أن يشرح الإنجيل بشروح مختلفة ، كما وجد بجوار ذلك ما زاده النصارى من القصص و الأخبار و التعاليم التي زعموا أنهم تلقوها عن عيسى عليه السلام... و إذا نحن أجلنا النّظر في التوراة و الإنجيل نجد أنهما قد اشتملا على كثير ما اشتمل عليه القرآن الكريم و بخاصة ما كان له تعلق بقصص الأنبياء عليهم السلام و ذلك على اختلاف في الإجمال و التفصيل ، فالقرآن إذا عرض قصة من قصص الأنبياء مثلا فإنه ينحو فيها ناحية يخالف بها منحى التوراة و الإنجيل ، فتراه يقتصر على مواضع العظة و العبرة ... و لا يتعرّض لتفصيل جزئيات المسائل... بل يتخيّر من ذلك ما يسمى بجوهر الموضوع... و إذا نحن تتبعنا هذه الموضوعات التي اتفق في ذكرها القرآن و التوراة و الإنجيل، ثم أخذنا موضوعا منها و قارنا بين ما جاء في الكتابين وجدنا اختلاف المسلك ظاهرا جليّا ، فمثلا قصة " آدم عليه السلام " ورد ذكرها في التوراة كما وردت في القرآن الكريم في مواضع كثيرة ،أطولها ما ورد في سورة البقرة و سورة الأعراف ... و بالنظر ألى هذه القصة نجد أنّ القرآن لم يتعرّض لمكان الجنة و لا لنوع الشجرة التي نهى آدم و زوجته الأكل منها و لا بيّن الحيوان الذي تقمّصه الشيطان، فدخل الجنة لينزل آدم و زوجته ... إلى آخر ما يتعلق بهذه القصة من تفصيل و توضيح ... و لكن نظرة واحدة يجيلها الإنسان في التوراة يجد أنها قد تعرّضت لكلّ ذلك و أكثر منه ، فأبانت أن الجنة في عدن شرقا و أنّ الشجرة كانت وسط الجنة و أنها شجرة الحياة و أنها شجرة معرفة الخير و الشر ، و أنّ الذي خاطب حواء هو الحيّة و ذكرت ما انتقم الله به من الحيّة التي تقمّصها إبليس بأن حعلها تسعى على بطنها و تأكل التراب و انتقم من حواء بتعبها هي و نسلها في حبلها ( من العهد القديم، الإصحاح الأوّل، من سفر التكوين ص 4 و 5) و كذا بالنسبة لقصة عيسى بن مريم .
و بعد... فهل يجد المسلمون هذا الإيجاز في كتابهم و يجدون بجانب ذلك تفصيلا لهذا الإيجاز في كتب الدّيانات الأخرى ثم لا يقتبسون منها بقدر ما يرون أنه شارح لهذا الإيجاز وموضّح لما فيه من غموض؟ هذا ما أريد أن أعرّض له حتى يتبيّن كيف دخلت الإسرائليات في التفسير و كيف تطوّر هذا الدّخول و إلى أيّ حدّ تأثّر التّفسير بالتعاليم اليهوديّة و النّصرانية...

كيف تعلّقت الاسرائليات بالقرآن الكريم ، و أثرها على الإسلام دين المسلمين ؟
كثر في عصر التابعين من دخل من أهل الكتاب في الاسلام و كان لا يزال عالقا بأذهانهم من الاخبار ما لا يتصل بالأحكام الشرعية ، كأخبار بدء الخليقة و أسرار الوجود و بدء الكائنات ، و كثير من القصص . و كانت النفوس ميالة لسماع التفاصيل عما يشير إليه القرآن من أحداث يهودية أو نصرانية، فتساهل التابعون في تقبلها بدون تحر و نقد...هذا و قد اعتبر الصحابة أهل الكتاب مصدرا من مصادر التفسير – على الرغم من أنه كان ضيّقا محدودا- فكان الصّحابي إذا مرّ على قصة من قصص القرآن يجد من نفسه ميلا إلى أن يسأل عن بعض ما طواه القرآن منها و لم يتعرّض له ، فلا يجد من يجيبه على سؤاله سوى هؤلاء النّفر الذين دخلوا في الإسلام ، و حملوا إلى أهلها ما معهم من ثقافة دينيّة فألقوا إليهم ما ألقوا من الأخبار و القصص الدّيني و كما هو معروف أن التوراة و الإنجيل وقع فيهما كثير من التحريف و التبديل ، و كان لهذه الإسرائليات التي أخذها المفسّرون عن أهل الكتاب و شرحوا بها كتاب الله تعالى أثر سيّئ على عقيدة المسلمين، ذلك لأن الأمر لم يقف على ما كان عليه في عهد الصحابة ، بل زادوا على ذلك فرووا كل ما قيل لهم إن صدقا و إن كذبا، فدخل فيها كثير من القصص الخيالي المخترع مما جعل الناظر في كتب التفسير التي هذا شأنها يكاد لا يقبل شيئا مما جاء فيها لاعتقاده أنّ الكلّ من واد واحد .
مبدأ دخول الإسرائليات في التفسير و تطوّره:
عن دائرة الجواز التي حدّها لهم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و عمّا فهموه من الإباحة في قوله عليه السلام: " بلّغوا عني و لو آية، و حدّثوا عنّي بني إسرائيل و لا حرج ،و من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار " أما في عصر التّابعين فقد كثرت في عهدهم الروايات الإسرائلية في التفسير ، و يرجع ذلك إلى ميل نفوس القوم لسماع التفاصيل عما يشير إليه القرآن من أحداث يهودية أو نصرانية ، فظهرت في هذا العهد جماعة من المفسرين أرادوا أن يسدّوا الثّغرات القائمة في التفسير بما هو موجود عند اليهود والنّصارى، فحشوا التفسير بكثير من القصص المتناقض و من هؤلاء "مقاتل بن سليمان" الذي نسبه أبو حاتم إلى أنه استقى علومه بالقرآن من اليهود و النصارى و جعلها موافقة لما في كتبهم... بل وصل الأمر إلى أن يصلوا بين القرآن و ما يتعلّق بالإسلام في مستقبله، فيشرحوا القرأن بما يشبه التكهن عن المستقبل و النّبأ بما يطويه الغيب... و استمرّ هذا الشغف بالإسرائليات و الولع بنقل هذه الاخبار التي أصبح الكثير منها نوعا من الخرافة ...

أسباب الإستكثار من هذه المرويات و كيف تسرّبت إلى المسلمين؟
إنّ ابن خلدون في مقدمته خير من كتب في هذا الموضوع ... " كعب الأحبار، وهب بن منية ، و عبد الله بن سلام و أمثالهم : فامتلأت التفاسير في المنقولات عنهم ، وفي أمثال هذه الأغراض أخبار موقوفة عليهم . هذا و يرجع ابن خلدون الأمر إلى اعتبارات اجتماعية و أخرى دينية ، فعدّ من الاعتبارات الاجتماعية غلبة البداوة و الأمّيّة على العرب ، وتشوّقهم لمعرفة ما تتشوّق إليه النفوس البشريّة من أسباب المكوّنات و بدء الخليقة و أسرار الوجود ، و هم إنما يسألون في ذلك أهل الكتاب قبلهم . وعدّ من الاعتبارات الدّينية التي سوّغت لهم تلقي المرويات في تساهل و عدم تحرّ الصّحّة :" إنّ مثل هذه المنقولات ليست مما يرجع إلى الأحكام ، فيتحرّى فيها الصحة التي يجب بها العمل.
تجسيد الخرافات و الخوارق في المرويّات الإسرائلية :
أ) قصة هلاك بني إسرائيل: في كتاب الله العزيز الحكيم ، و في سورة القصص (136-141) :" و أورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض و مغاربها التي باركنا فيها و تمت كلمة ربّك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا و دمّرنا ما كان يصنع فرعون و قومه و ما كانوا يعرشون " أي أهلك ذلك جميعه و سلبهم عزّهم العريض في الدّنيا و هلك الملك و حاشيته و أمراؤه و جنوده و لم يبق ببلد مصر سوى العامّة و الرّعايا. و القصّة عند أهل الكتاب أنّ بني إسرائيل لما أمروا بالخروج من مصر جعل الله ذلك الشّهر أوّل سنتهم و أمروا أن يذبح أهل كل بيت حملا من الغنم ، فإن كانوا لا يحتاجون إلى حمل فليشترك الجار و جاره فيه ، فإذا ذبحوه فلينضحوا من دمه على أعتاب أبوابهم ليكون علامة لهم على بيوتهم ، و لا يأكلونه مطبوخا و لكن مشويا برأسه و أكارعه و بطنه و لا يخرجوا منه شيئا خارج بيوتهم ، و ليكن خبزهم فطيرا سبعة أيام ... و كان ذلك في فصل الربيع، فإذا أكلوا فلتكن أوساطهم مشدودة و عصيّهم في أيديهم ، و ليأكلوا بسرعة قياما، ومهما فضل من عشائهم فما بقي إلى الغد فليحرقوه بالنار، و شرع لهم هذا عيدا ما دامت التوراة معمولا بها ...قالوا : وقتل الله تعالى في تلك الليلة أبكار القبط و أبكار دوابّهم ليشتغلوا عنهم ، و خرج بنو إسرائيل حين انتصف النهار و أهل مصر في مناحة عظيمة على أبكار أولادهم ، و أبكار أموالهم، ليس من بيت إلا و فيه عويل...و حين جاء الوحي إلى موسى ، خرجوا مسرعين فحملوا العجين قبل اختماره و حملوا الأزواد في الأرديّة وألقوها على عواتقهم ، و كانوا قد استعاروا من أهل مصر حليّا كثيرا ، فخرجوا و هم تسعمائة ألف رجل سوى الذّراري بما معهم من الأنعام ، و كانت مدة مقامهم بمصر أربعمائة و ثلاثين سنة ... هذا نص كتابهم . و هذه السنة عندهم تسمّى سنة الفسخ و هذا عيد الفسخ و لهم عيد الفطر و عيد الحمل و هو أوّل السنة . وهذه الأعياد الثلاثة آكد أعيادهم ، منصوص عليها في كتابهم...


يتبع...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://benabbimalek.forumalgerie.net
 
الإسرائليات في التراث الإسلامي............................. مفهوم إسرئيل..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإسرائليات في التراث الإسلامي الجزء الثاني
»  الإسرائليات في التراث الإسلامي.........................الجزء الثالث و الأخير
» مراجعات في الخطاب الإسلامي
» العقل الإسلامي والثورة القادمة
» وحهة العالم الإسلامي لمالك بن نبي ص151

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مالك بن نبي فيلسوف الحضارة المعاصر :: الفئة الثالثة :: مساهمات الأستاذة وادي رشيدة-
انتقل الى: